
![]() |
مؤسسة إيشان للثقافة الشعبية.. جهود حثيثة للحفاظ على الهوية الثقافية |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
ثائر ابراهيم معلوم ان التراث الشعبي يمثل الهوية الثقافية للمجتمع، ويعكس تاريخه وقيمه، ولكي نحدد ماهية التراث الشعبي وحيوته وامتداده، تأثره وتأثيره في المجتمع؛ لا بد من تعريفه أولا وهو: مجموعة العادات والتقاليد والفنون والحرف والمعتقدات والقصص والأغاني والأمثال، وهذه جميعها تتناقلها الأجيال جيل بعد جيل داخل مجتمع معين، كما ويعرف هذا الموروث في الدراسات الثقافية بإسم الفلكلور، والتراث الشعبي ينقسم إلى قسمين التراث المادي والتراث غير المادي ونعني به المعنوي، التراث المادي هو مجموعة العناصر الملموسة التي تعكس ثقافة وتقاليد المجتمع، وتشمل المباني التاريخية والآثار والحرف اليدوية والأدوات التقليدية والفنون التطبيقية وكل ما يمكن لمسه و رؤيته من إرث الأجداد، أما المعنوي فهو مجموعة الممارسات والتقاليد والعادات والمهارات والمعارف والفنون والطقوس، التي تتناقلها الأجيال داخل المجتمع، وتعتبر جزءًا من هويته الثقافية، مما يعني ببساطة هو كل ما يتعلق بالثقافة غير الملموسة والشفاهية، التي تميز مجتمعا ما عن مجتمع آخر. وقد نال التراث الشعبي أهمية كبيرة وحظي باهتمام أكبر من قبل الشعوب والمنظمات الدولية، التي تسعى لحمايته والحفاظ عليه ومن أبرزها منظمة اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة)، وتعتبر من أقدم المنظمات وأكثرها تأثيرا في هذا المجال، وأيضا منظمة مدن التراث العالمي(OWHO) التي تركز على المدن المدرجة في قائمة التراث العالمي، وتلعب لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو دورًا هامًا في اختيار وترشيح المواقع للتراث العالمي، وحددت اليونسكو يومًا عالميا للتراث الشعبي هو الثامن عشر من شهر أبريل من كل عام، والذي تم إقرار الأحتفال به منذ العام ١٩٨٢، واقترح المجلس الدولي للمعالم والمواقع المسمى الكوموس؛ إقامة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وسميت الكسو، وهي إحدى منظمات جامعة الدول العربية، أما في العراق فهناك العديد من المنظمات التي تهتم بالتراث الشعبي منها حكومية ومنها غير حكومية، من هذه المنظمات الهيئة العامة للآثار والتراث و وزارة الثقافة والسياحة والآثار، ومنظمة التراث والأرشفة، وأيضًا توجد مجلة رئيسية هي مجلة التراث الشعبي فصلية تصدر عن دار الشؤون الثقافية، ومجلة سومر ومجلة التراث العلمي العربي تصدر عن مركز إحياء التراث العلمي العربي، وبات معلومًا للعالم أجمعه تنوع التراث الشعبي العراقي، الذي يعكس تاريخ وحضارة العراق الضاربة في القدم الغني بالفنون والتقاليد والقصص والأغاني، التي تتناقلها الأجيال وتعتز وتفتخر بها، لأنه هوية العراق التي تعزز تماسك المجتمع و وحدته، ولأجل هذه الغايات والأهداف برزت ضرورة تأسيس مؤسسة رصينة جادة واعدة، فتأسست مؤسسة إيشان، ففي اليوم الرابع عشر من الشهر الثاني لعام ٢٠٢١، ابتدأت مؤسسة إيشان للثقافة الشعبية أولى خطواتها بعد مراحل التأسيس الأولى وحصولها على إجازة الإشهار واعتماد تأسيسها من قبل الأمانة العامة لمجلس الوزراء(دائرة المنظمات غير الحكومية)، بوصفها إحدى منظمات المجتمع المدني وبحسب شهادة التسجيل ذات الرقم IR2104006 والصادرة بتاريخ ٢٠٢١/٤/١١، وتم اختيار الاسم(إيشان) وجمعه يشن لانها مفردة عراقية موغلة في القدم، فهي كلمة سومرية تعني المكان المرتفع ومايحتويه وما يثيره في المخيلة الشعبية، من اعتقادات وتصورات وحكايات والمفردة مازالت متداولة في وسط وجنوب العراق. والعراق زاخر ببيئات متنوعة وفيض من التراث الشعبي الذي مازال يتنفس حضوره بيننا، متمثلا فيما يحكى أو يتغنى به، مما حدى بمنظمة اليونسكو أن تعد العراق منطقة ذات إشعاع تراثي خصيب، يمتد على مساحة امتداده من زاخو إلى الفاو، أما مؤسسة إيشان فقد تم تأثيث مبناها بأثاث تراثي ولوحات تصور جوانب من التراث وقطع تراثية مثل السجاد، ولوحًا كبيرا يحمل صور الأساتذة والأعلام العاملين في هذا المجال منذ عشرينيات القرن الماضي، وللمؤسسة قاعة واسعة للجلسات تتصدرها منصة لإلقاء المحاضرات وإدارة الندوات، تجاورها غرفة للصوتيات والبث المباشر، إلى جانبها مكتب مؤسس ورئيس المؤسسة الأستاذ الدكتور علي حداد، يقابلها مكتبة واسعة عامرة للاجتماعات والمطالعة تضم أكثر من ستة آلاف كتاب ومجلة محكمة في كل المجالات والتخصصات الثقافية والأدبية، وبخاصة التراثية، وحملت اسم مكتبة الدكتور علي حداد، ومازالت ترفد بكتب جديدة ، إذ إنها تعمل بنظام الاستعارة لإتاحة مجال واسع أمام الطلاب والدارسين والمهتمين بالتراث، وتكون وسيلة جذب للمواطنين من كل الأعمار والاختصاصات، وفي التراث الشعبي تتوافر مؤلفات قد لا يجدها الباحثون في مكان آخر كونها طبعت في أزمنة وأوقات مضت، استطاعت المؤسسة بمثابرة وخطوات مدروسة و واثقة من تبني مسار عمل مكرس لتوثيق هذه الثقافة وتعزيز مكانتها في التدارس الثقافي الجاد، كما سعت ومازالت لإنجاز أهدافها المتمثلة بما يلي: ١- تهيئة الكوادر الجادة التي تعنى بالثقافة الشعبية. ٢- العمل مع المؤسسات المعنية بهذا الأمر. ٣- جمع وتوثيق الثقافة الشعبية بكل مجالاتها الأدبية والفنية. ٤- إشاعة الوعي المجتمعي بالتراث. ٥- التواصل مع المؤسسات والمنظمات العراقية والعربية المعنية بهذا الشأن.. وغيرها، أما وسائل المؤسسة فهي: ١- أرشفة وتوثيق الثقافة الشعبية العراقية. ٢- إعادة الاعتبار للمنجز الثقافي الشعبي. ٣- الإحتفاء المتواصل بالباحثين. ٤- وضع قاعدة بيانات متكاملة للدراسات. ٥- إعداد دليل واف باسماء الدارسين في التراث الشعبي للمئة عام الماضية.. وغيرها وقد تشرفت المؤسسة بزيارات خاصة من الكثير من المثقفين العراقيين في الداخل والخارج، كما قام الكثير من العاملين في مجال التراث الشعبي، بإهداء المؤسسة هدايا قيمة جدا أبرزها تمثال نصفي للعلامة الأب الكرملي، مرسل من الدكتور ضياء نافع عميد كلية اللغات سابقا، والمقيم في روسيا قبل وفاته رحمه الله بشهر تقريبا، وضع التمثال قرب منصة قاعة الجلسات، ولإشاعة الوعي المجتمعي في ظل التغييرات المجتم |
المشـاهدات 22 تاريخ الإضافـة 09/08/2025 رقم المحتوى 65603 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |