
![]() |
تقاسيم على الهامش (( شارع الفاو الثقافي ..!!)) |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : الثقافة بكلّ أجناسها وأنواعها وأبوابها ومنافذها رسالة سلام ومحبّة للإنسانية بكل شيء، لهذا تجدها مرآةً للأماكن التي تنبع منها وتنمو فيها ليشعَّ ضياء هذه الأماكن في كل مكان أيضاً !! والشوارع الثقافية منارات ومنافذ لنشر رسائل ومعطيات هذه الثقافة، وفتح قنوات وأبواب مشرعة مع الآخرين أينما كانوا، ولا يمكن أن نغفل عن ما يبعثه شارع المتنبي من ضياء ثقافي ومعرفي، ويعكس صورة حضارية لثقافتنا المعطاءة دائماً، وهكذا صار شارع الفراهيدي للثقافة والكتاب محطّتنا الجميلة المطلّة على نوافذ المعرفة والإبداع ولقاءاتنا الرائعة مساء كل جمعة بصرية، ومثلهما شوارع ثقافية أخرى في عدد من محافظاتنا العزيزة !! الفاو تلك المدينة الغافية عند تخوم الخليج والتي كانت ساحرة وزاهية بنخيلها وكرومها وحنّائها وأنهارها وزوارق صيدها وبحّارتها ومينائها وسينماتها ومكتباتها ونواديها وفرقها الرياضية وناسها الطيبين قبل حرب ألثمان سنوات حيث تهدّمت واقتلع نخيلها وصارت مسرحاً للعمليات العسكرية والدمار والموت في حينها، لكنّها عادت زاهية بناسها الطيبين الذين عادوا إليها بعد هجرتهم القسرية ليبنوا ويعمّروا ويفتحوا نوافذ وأبواب مشرعة للخير والعمران، فعادت الحدائق والمتنزهات وأصبح للثقافة شارع جميل يؤمّه الناس كل مساء جمعة، والأجمل تبدأ فعالياته بعد الساعة الثامنة مساءً، حيث تمتلئ الحديقة التي تضمّه بالعوائل وهي تلج بوّابتها حاملة عشاءها لتقضي سويعات جميلة ووادعة بين أروقتها تتنفس شيئاً من نسيم الشط العليل !! هذا الشارع رغم قصر مسافته لكنّه استطاع وبهمّة عدد من الشباب الواعدين ثقافة وإعلاماً وأدباً أن يستقطب هذه العوائل لتكون جمهوراً أدبياً رائعاً لكل ما يقدم على مسرح شارع الفاو الثقافي !! مجموعة شباب بعمر الورد يدير نشاطاتهم احد الإعلاميين الواعدين ( محمد عيسى ) استطاعوا أن يفتحوا نافذة ثقافية جميلة في هذا الشارع ليقولوا للناس في كل مكان أن الفاو لن تنسى الثقافة رغم جراحها وما مرّ بها من ويلات، وهاهي تعود لكم لتحتضن بشارعها كلَّ جمال وتبعث برسائل المحبّة والأدب الإنساني إليكم، ولأن أول ما نزل على نبيّنا الكريم محمد (ص) من وحي كانت كلمة ( اقرأ ) فلابدّ أن يكون للقراءة والكتاب النصيب الأكبر في هذا الشارع وغيره من النوافذ الثقافية حيث فتح الشاب ( ضياء ) مكتبته أمام الجميع ليتزودوا بغذاء المعرفة والوعي، كما افترشت الطفولة أماكن هنا وهناك لترسم وتلوّن وتخط أجمل ما تبدعه قريحتها الفتيّة، إضافة إلى الأعمال اليدوية التي تبدع فيها بعض نساء الفاو من تطريز وخياطة وإعمال جميلة تذكّرنا بما كانت تنتجه الفاو من تراث وأعمال يدوية سابقاً، وغيرها من المأكولات الطيّبة أيضاً !! هذه الحديقة وهذا الشارع الثقافي الجميل المتنفّس الرائع لكل أبناء الفاو لن يستمرّا بإرسال شعاعهما الرائع والذي يعكس جمالية الفاو في كل وقت إذا لم يكن هناك دعم وتشجيع من الجميع ( مسؤولين ومواطنين )، لهذا أدعو كل الفاويين الطيبين جميعاً وبكلّ مسؤولياتهم الحكومية والمجتمعية أن يقفوا مع هؤلاء الفتية الواعدين ويدعموا الشارع ويديموا الحديقة لتسمو ضاوية وزاهية بالمحبّة وتكون نافذة أخرى من نوافذ الثقافة والوعي والجمال في مدينة هدّمها الطغاة والجلّادون ذات يوم، لكنها بنيت بأيدي أبنائها الفاويين الطيبين !! ألف شكر ومحبّة لكل من يزرع شجرة حنّاء ونخلة ويفتح ساقية لتزهر المدينة الوادعة الغافية عند تخوم البحر وتظل ( لنجاتها ) تمخر عباب الخليج عائدة بصيدها الوفير !! ومع كل هذا الجمال تشرق الفاو لوحة مطرّزة بالمحبّة والطيبة في كل زمان، بوركت أيادي كل من سعى ويسعى في زرع بذور الخير والمحبّة في كل مكان. |
المشـاهدات 57 تاريخ الإضافـة 05/10/2025 رقم المحتوى 67048 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |