بات واضحا من خلال ما ظهر في الحملة الانتخابية للمرشحين بروز الخطاب التسقيطي والطائفي  والبذخ الظاهر والمبالغ فيه بوسائل الدعاية  حتى أن أحد المرشحين أجر واجهة عمارة غيرمكتملة البناء في كرخ بغداد  بثلاثين الف دولار فقط لا غير  لنشر صورته على  واجهتها  خلال مدة  الدعاية الانتخابية وكذلك بروز حالات شراء بطاقات الناخبين كما نقلت ذلك وسائل إعلام مختلفة فكانت تلك هي مقدمات لما دخل في صناديق الاقتراع من أصوات  ومهما كانت النتائج المعلنة فإن موضوع تشكيل الحكومة الجديدة سيأخذ أياما  وأسابيع وربما أشهر كما في المرات الماضية  وأن الدعاوى والطعون ستأخذ وقتها ايضا وهناك تحالفات تشكيل الكتلة الاكبر وما يرافقها من إجتماعات وتجاذبات واذا كان مزاد شراء أصوات الناخبين قد إنتهى فان مزاد الحصول على المناصب قد بدأ فعلا منذ إغلاق صناديق الاقتراع  وما سيرافق هذه الاجتماعات والمفاوضات وتقاسم الغنيمة بين الاحزاب الفائزة من أخذ ورد ، ونحن نتحدث عن تشكيل الحكومة فلا ننسى التأثيرات الإقليمية لدول الجوار  والدولية المتمثلة بنائب ترامب السيد مارك سفايا ودوره في تجسيد  رغبات السيدة أمريكا في العراق وخاصة في موضوع تشكيل الحكومة الجديدة وكل ذلك والخاسر هو الشعب الذي للمرة السادسة فشل في إحداث عملية تغيير جذري  في العملية السياسية التي اوجدها المحتل الامريكي ووضع اسسها  الحاكم المدني  بول بريمر .

فلا نتوقع أن تنتج هذا الانتخابات برلمانا يشرع القوانين التي يحتاجها الشعب لأنها جاءت وفق  مدخلات  لنفس الأحزاب والتيارات التي شكلت البرلمانات السابقة والتي كانت كلها للأسف برلمانات للمقاولات والامتيازات  والاثراء على حساب جوع ابناء الشعب والتغطية على فساد السلطة والمسؤولين إلا باستثناءات قليلة لنواب يكادون يعدون على  اصابع اليد الواحدة او يزيدون قليلا. إن ما أفرزته هذه الانتخابات هي عودة نفس الوجوه السابقة والتي أدمنت الوصول الى قبة البرلمان بالوسائل التي بات يعرفها القاصي والداني  وإن المحاصصة لا تنتج برلمانا قويا يستطيع أن يكون ممثلا حقيقيا لطموح شعب العراق صاحب الارث الحضاري والانساني الكبير والعظيم .

ومن اليوم الخميس بعد يوم من إعلان نتائج الانتخابات والى يوم تشكيل الحكومة (جيب ليل واخذ عتابة ) كما يقول المثل الشعبي والله المستعان.