النـص :
نحن الآن على أعتاب الربع الثاني من الألفية الثانية ونتحدث عن مشاريع الماء ، فأليس من المعيب حقاً الحديث عن هكذا مشاريع تدخل في اولويات وصلب مستلزمات العيش الكريم وصُدعّت رؤوسنا من الوعود عن مشاريع تحلية المياه في البصرة وكأنها العجب العجاب وهي المدينة التي تعد عاصمة العراق الاقتصادية وتدعم الخزينة بما نسبته اكثر من 80% من واردات الموازنة المالية الاتحادية وهي تعيش تحت وطأة وعود فارغة ومشاريع هي أضغاث أحلام والمواطن البصري يأن من شح المياه في عام 2025 وحتى أن وصلت فهي سمٌّ زعاف ، وسط ذهول المواطن البصري عن سبب تأخير انجاز مشاريع المياه القديمة والتي كثر الحديث عنها من قبل الحكومات السابقة وحتى الحكومة الحالية منذ عام 2003 ولحد الان ، وكأن مشاريع المياه وتحليتها هي من ضرب الخيال على الرغم من اقرارها وتخصيص المال اللازم لها الامر الذي سبب سخط المواطن البصري وتذمره وهو المواطن الذي يفترض ان يعيش في بحبوحة من الرخاء الاقتصادي والمعيشي لأسباب يعرفها القاصي والداني ولطالما كانت مطاليب وحاجات المواطن البصري هي جل الشعارات الانتخابية المحلية في البصرة وعلى مستوى الانتخابات النيابية ولكن الامر مازال على حاله ، فلا الحكومات المحلية كلها ولا الحكومات الاتحادية كلها استطاعات الوصول إلى حلول ناجعة لمشكلة شح المياه المستعصية ولذلك قلتُ في مستهل المقالة انه من المعيب حقاً الحديث في هذا الوقت الذي يفترض الحديث فيه عن المشاريع الكمالية والجمالية والاستراتيجية الاخرى لا الحديث عن الكهرباء وماء الشرب او الاستخدام المعيشي اليومي المنزلي في مدينة تعد من أغنى مدن العالم واكثرها انتاجا للنفط في العالم ومواطنها يعيش تحت وطأة ازمات البطالة والفقر وتردي الخدمات الاساسية والصحية والتربوية والبلدية وازمات السكن والنقل والبنى التحتية الاخرى وهي بهذا العمق التاريخي والحضاري والاقتصادي وايضا بهذا الوجود الانساني الحيوي ، فلابد للحكومة المحلية أولا ومعها وقبلها الحكومة الاتحادية أن تولي اهتماما كبيرا للاسراع في انجاز مشاريع شح المياه وتحليتها ولابأس الاسترشاد بتحارب دول الخليج العربي المجاورة في هذا المجال وهي تعتمد على مشاريع تحلية المياه القادمة من الخليج العربي .
|