كربلاء ـ سعد نعمة

 أقامت كلية الطف الجامعة في كربلاء المقدسة بالتعاون مع جامعة المصطفى العالمية وبالتزامن مع مسيرة الأربعين العالمية في كربلاء المقدسة المؤتمر العلمي الثاني (مؤتمر مسيرة الأربعين العالمية ) تحت شعار (مسيرة الأربعين المليونية والبعد الحضاري نحو خطاب انساني علمي أكاديمي عابر للحدود) برعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نعيم العبودي، وبرئاسة عميد كلية الطف الجامعة الأستاذ الدكتور كريم مزعل الساعدي.  عقد المؤتمر يومي الجمعة والسبت 13-14 صفر 1447 الموافق 8-9 آب 2025  في رحاب قاعة الامام الحسين ( ع ) في كلية الطف الجامعة.. بحضور رئيس مجلس محافظة كربلاء المقدسة الدكتور قاسم اليساري وعدد من المسؤولين والأكاديميين من داخل وخارج كربلاء المقدسة. افتتح المؤتمر عميد الكلية رئيس المؤتمر الأستاذ الدكتور كريم مزعل الساعدي بكلمة بيّن فيها أهمية انعقاد المؤتمر في هذه الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة وضرورة الاستفادة من المسيرة المليونية لتحقيق قراءة علمية وأكاديمية شاملة لنهضة الإمام الحسين (ع) وربطها بمختلف التخصصات الفكرية والإنسانية والاجتماعية والطبية والتقنية . فضلاً عن إبراز الأبعاد الفكرية والثقافية لزيارة الأربعين كظاهرة إنسانية روحية عالمية تستحق الدراسة ومشاركة النخب والأكاديميين لتقديم رؤى ومقاربات علمية حول آثار مسيرة الأربعين على الفرد والمجتمع وما تحققه من قيم العدالة والإصلاح والتكافل. وقالت رئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر  الدكتورة ملاك عبد اللطيف التميمي : قُدمت للمؤتمر بحوث علمية عدة تم قبول (26) بحثاً علمياً منها بمختلف الجوانب التخصصية توزعت على جلستين كل جلسة ناقشت (13) بحثاً لباحثين من كليات محافظة كربلاء ومن خارجها. وأضافت التميمي : تضمنت محاور المؤتمر المحاور الآتية : المحور الديني الفكري (الزيارة الأربعينية عقيدةٌ ومنهج)،و المحور الاجتماعي والنفسي والتربوي (الزيارة الاربعينية في خدمة المجتمع)،و المحور الإعلامي والإداري والتقني (القيادة الاربعينية قيادة بلا سلطة)،والمحور الصحي والخدمي (الابتكار والتقنيات الحديثة في خدمة الشعائر)، والمحور القانوني والتشريعي (الزيارة الأربعينية بين تنظيم المجتمع والهام التشريع).وأوضحت التميمي أنَّ المؤتمر شهد في حفل الافتتاح تكريم وتقديم دروع وشهادات تقديرية للباحثين المشاركين وضيوف المؤتمر ..وسوف يتم نشر بحوث المؤتمر في مجلة كلية الطف الجامعة العلمية المحكّمة.. لما انطوت عليه هذه البحوث العلمية المهمة من قراءات علمية وأكاديمية شاملة لنهضة الإمام الحسين (ع) وعالجت الأبعاد الفكرية والثقافية لزيارة الأربعين كظاهرة إنسانية روحية عالمية .وأكدت التميمي في ختام المؤتمر صدر البيان الختامي لفعاليات المؤتمر العلمي الدولي الثاني لكلية الطف الجامعة التي تناولت بالبحث والتحليل جملة من المحاور الجوهرية في مسيرة الأربعين، شملت: الجوانب الشرعية لمسيرة الأربعين في بناء الذات وبناء المجتمع، وفكرة الأمل في الفكر الديني، ودور العمليات التطوعية، وحماية المنشآت الخدمية وحماية الاسرة، وبعد مناقشات علمية مستفيضة، خلص المشاركون إلى جملة من التوصيات الآتية: تعزيز برامج التوعية الشرعية التي تربط بين البعد الروحي لمسيرة الأربعين ومفهوم بناء الذات، بما يرسخ القيم الأخلاقية والسلوكيات الإيجابية لدى الأفراد.وإبراز فكرة الأمل في الفكر الإسلامي الشيعي كقوة دافعة لتعزيز الصبر والتفاؤل، وجعلها محورًا في الخطاب التربوي والاجتماعي أثناء المسيرة.  وتطوير آليات تنظيم العمل التطوعي من خلال أطر قانونية وإدارية واضحة، تضمن حقوق المتطوعين وتحدد واجباتهم، بما يرفع من كفاءة الخدمات المقدمة للزائرين. وإصدار دليل تدريبي للمتطوعين يتضمن المعارف الشرعية، وإرشادات العمل الميداني، وأساليب التعامل مع الطوارئ والحشود، وتعزيز الشراكة بين الجهات الحكومية والقطاع الأهلي لضمان استدامة المنشآت الخدمية التي تنشأ لخدمة الزائرين، وحمايتها من التعديات أو سوء الاستخدام، وإدماج مفهوم حماية المنشآت الخدمية ضمن التشريعات المحلية، وتغليظ العقوبات على من يسيء إليها أو يعطل عملها خلال مواسم الزيارة، وتشجيع البحث الأكاديمي متعدد التخصصات لربط الأبعاد الشرعية والاجتماعية والقانونية لمسيرة الأربعين، بما يسهم في رسم سياسات تنموية مستدامة للمجتمع.وقد أكد الحاضرون أن مسيرة الأربعين ليست حدثًاً دينياً حسب، بل هي مدرسة إنسانية واجتماعية متكاملة، تستحق المزيد من الجهد البحثي والمؤسساتي لتعظيم أثرها الإيجابي في بناء الفرد والمجتمع

   .