
![]() |
المتوالية القصصية في ... ثلاث عشرة مرة..... مت فيها دراسة نقدية |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
يوسف عبود جويعد
المجموعة القصصية " ثلاث عشرة مرة ...... متُ فيها" للقاصة أفين إسكندر، وهي متوالية قصصية تقدم لنا أحداثاً متصلة ببعضها، من حيث الغاية المتوخاة من قبل المؤلفة، على تقديم أحداث أو وقائع واقعية منبثقة من صميم الحياة، حيث نتابع تفاصيل حياة أبطال تلك النصوص السردية القصصية لهذه المتوالية وما حدث لهم من أحداث مؤلمة وقاسية ، تصل فيهم الى الموت أو الانتحار أو الشلل، وغير ذلك، وقد تباينت هذه النصوصث بطولها أو قصرها ، حسبي ما وما تقتضيه الأحداث، وقد كتبت بلغة سردية حكائية، تكون المؤلفة فيها عنصر من عناصر الشد والتشويق وانسحاب القارئ إلى مواصة المتابعة للوقوف على هذه النهايات المؤلمة والغريبة والعجائبية، وبالرغم من اختلاف كل نص عن الآخر من حيث الشكل والمضمون والاحداث، الا أنه يشترك في كونه يقدم ما عانيه الانسان في البلد من ظلم وقسوة وتعذيب واضطهاد ومرارة ، تصل حد أن المؤلفة تضع عنوانها لهذه المجموعة " ثلاث عشرة مرة ..... متُ فيها" الذي يؤكد بأنها تابعت أحداث وصلت فيها من اتلـأثر حد الموت، وجاءت اللغة السردية منسجة وحركة السرد، وبأيقاع ضل متزن حتى النهايات، وقد كتبت المؤلفة اهداءاً ومدخلاً وتمهيداً، قبل أن نلج الى أحداث تلك النصوص، حيث تقول في مدخل هذه المتوالية: " كتبت هذه القصص وأنا أموت وأحيا عند كل واحدة ، وها أنا أقدمها إليكم، حية، تنبض، وتنتظر من يسمعها". ويمكن لهذه المتواية القصصية ، أن تكون من النصوص المسكوت عنها، لما تحمل من خفايا وأسرار، تستحق الكشف، كونها وكما اشارت في مدخل هذه النصوص تنبض بالحياة ، لأنها تحمل سمة الواقعية. وفي المتوالية القصصية الاولى لهذه المجموعة وتحت عنوان "باب الرحمة" نتابع حكاية حب في مسارها الاول ، حيث طبيباً يحب فتاة بدوية تأتي الى المستشفى كل يوم لتراه وتتكحل وبرؤيته وتجلب له التمر وهي تقول فيه (الحب والدواء)، ويحدث أن يعتقل الطبيب من قبل مجموعة من الملثمين كونه من الاكراد الافيلين، الذي كان النظام القمعي الصدامي يتعامل معهم بكل قسوة، ويبقى في المعتقل مدة خمس سنوات، يخرج بعدها ليسأل عن أمه فيخبروه بأنها سفرت خارج البلد كونها من الاكراد الافيلين، فيذهب الى كربلاء حيث تسكن زينب البدوية ويسأل عنها فيخبروه بأنها حرقت نفسها بسبب حبها له الا أنه تنجو من الحرق ، وتعيش شبه مجنونة أمام باب المستشفى وهكذا يتتضح لنا من سياق هذا النص ، أننا سوف نتابع أحداث مؤلمة ومؤثرة لنساء ورجال تعرضوا لقسوة الحياة.. أما المتوالية القصصية " النافذة التي لا تفتح" فأنها تعد أغرب وأعجب قصة من ضمن تلك النصوص، أنها تسترجع تاريخ الحكم الصدامي، وتجري عملية مقارنة بين الماضي والحاضر، من خلال بطلة هذه القصة، التي تصل متأخرة الى دائرتها فتجد أمراً بنقلها الى منطقة نائية دون أن تعرف السبب، وتسرع الى المدير العام وهي غاضبة محاولة معرفة سبب نقلها، الا أن المدير العام يصر على نقلها، وعليها تنفيذ الامر، وفي طريقها الى دائرتها الجديدة تعترض مركبتها مركبة مضللة ومجموعة من الملثمين وتختطف وتكون داخل سرداب لاضوء فيه سوى نافذة فوق لا تفتح يتسرب ضوء ضئيل منها. والمفاجأة الغريبة أن من جاء ليعذبها هو صدام حسين ، بينما انها اعتقلت في عام 2020 فتستغرب هي كما يستغرب القارئ من هذه المفاجأة ، وهنا يدور حديث سياسي مهم ويحمل مضامين سرية غريبة ، وهو اشبه بمراجعة تاريخية لجرائم صدام حسين، كما أن هذه القصة تحمل مغزاً رمزياً بأن هناك شبه كبير بين ماحدث وما فعله صدام حسين، وبين بعض الاطراف في هذا البلد. وهكذا تدور هذه القصة ، وهي أطول قصة في هذه المتوالية، وبمحاولات عديدة تستطيع النجاة ، أما المتوالية القصصية " النداء الاخير من النجف" فذات نسق ديني، حيث سنكون مع بطل النص وهو يحضر خطب السيد محمد محمد صادق الصدر، وتفاصيل عن حياته النضالية، وفترة مقاومته لنظام صدام حسين، كما نجد أن هذا الشاب ينسحب تدريجاً ويلتصق ايمانياً بالسيد، ورغم محاولات النظام البائد أن يكتب عن السيد الا أنه يرفض ، ليكون مع الشهيد في تاريخه وهكذا فأنني اخترت ثلاث نماذج قصصية من المتوالية القصصية " ثلاث عشرة مرة... مت فيها" للقاصة أفين إسكندر، وتبقى القصص تحمل ذات النسق بل أكثر من ذلك، وتفاصيل نضالية عن حياة أبناء الشعب، وبالاخص الاكراد الفيليين، وكذلك حكايات عن نسوة ذاقن مرارة الحياة وقسوتها، وهي ذات طابع وقعي صادق ومؤثر، وتحمل الكثير عن المسكوت عنه. من اصدارات دار ومنشورات جلجامش – بغداد – شارع المتنبي لعام 2025 |
المشـاهدات 27 تاريخ الإضافـة 20/08/2025 رقم المحتوى 65829 |