الأربعاء 2025/8/20 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 40.95 مئويـة
نيوز بار
الإعلام ودوره في المجتمع
الإعلام ودوره في المجتمع
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

  

سامي ندا جاسم الدوري

إذا كان لكل عصر ما يميزه من السمات والملامح فإن إحدى أهم سمات عصرنا الحاضر هي التقدم التكنولوجي السريع والمتغيرات المتسارعة في وسائل الاتصال التي استطاعت أن تختصر المسافات وتزيل الحواجز وتحول العالم إلى قرية إلكترونية صغيرة . إن هذه الثورة التكنولوجية أصبحت أحد المعالم الأساسية للقرن الواحد والعشرين ولم يعد بالإمكان الحديث عن إغلاق النوافذ أمام التيارات القادمة أو الهروب من تأثيرها بل يتطلب منا هذا أن نعد الأجيال اللاحقة لمستجدات الألفية الثالثة وتحدياته المتمثلة في الانفجار المعرفي وتدفق المعلومات والانفتاح الإعلامي غير المحدد .ويلعب الإعلام في عصرنا دوراً هاماً في صياغة الأفراد والمجتمعات، ذلك أنه أصبح أداة التوجيه الأولى التي تَرَاجَع أمامها دور الأسرة وتقلص دونها دور المدرسة، فأصبحت الأسرة والمدرسة في قبضة الإعلام، يتحكم فيها..توجيهاً للأدوار.. ورسماً للمسار... ولما كان التلفاز يقدم المادة المرئية والمسموعة والمقروءة معاً.. كان أكثر وسائل الإعلام نفيراً، و أعظمها تأثيراً، ولما كانت الطفولة ناشدة للهو والترفيه، قابلة للانقياد والتوجيه، وجدت في التلفاز بديلاً مؤنساً عن أُمٍّ تخلت أو أبٍ مشغول، فأصبحت "مشاهدة التلفزيون ثاني أهم النشاطات في حياة الطفل بعد النوم والتلفزيون كأهم وسائل الإعلام التي تؤثر بشكل مباشر وفعال على حياة الطفل فهو يستخدمه للحصول على كثير من المعارف والمهارات ويعتبر البعض التلفزيون المربي الثالث للطفل بعد الأسرة والمدرسة وربما يفوقهم تأثيرا. وفي الحقيقة أن التليفزيون هو الجهاز الساحر الذي أطاح بكل الموازين، وحول الحلم إلى حقيقة، حتى أصبح يغزو مجتمعاتنا المحلية والعالمية، مقتسماً معنا أوقات حياتنا. مؤثراً بالسلب والإيجاب على أفكارنا وسلوكياتنا، لأنه يسيطر على حواس الإنسان، سيطرة تجعله يبدو وكأنه مسلوب الإرادة.وينفرد التليفزيون بخصائص غير موجودة في غيره من وسائل الإعلام الأخرى فأصبح يكاد يكون هو الرائد والمعلم والقدوة الذي تدور على وقعه حياة الأطفال، وترتبط به تفسيراتهم للأحداث، ويبقي ذلك الجهاز الصغير كالسر المغلق، نسخط عليه أحياناً، ونرضى عنه أحياناً أخرى، ولكنه يؤثر في حياة أطفال اليوم ذلك التأثير المروع الخطير دون أن ندري أو نعلم كيف يتم ذلك.والتليفزيون يتصدر وسائل الإعلام الأخرى فيما يملكه من إمكانات فنية، حتى أصبح العصر الذي نعيش فيه يسمى بعصر التليفزيون ، وأصبح يطلق على الأطفال الآن أطفال التليفزيون وبظهور التليفزيون، تعددت الاتهامات التي تربط بين جنوح الأحداث وبين هذا الجهاز الولـيد، ونسبوا إليه كل شر يظهر في المجتمع، واتفق في ذلك معظم المتخصصين في علم الاجتماع، وعلم النفس، والتربية، والصحة العامة.. إلخ، كما اتفق على ذلك أيضاً كثير من الآباء والمعلمين ورجال الدين وعلماء الإجرام وقادة الفكر. ومن ثم فإن اختيار الإعلاميين يجب ألا يتم قبل اجتيازهم عدة اختبارات عملية وعـلمية، لأن مكونات شخصياتهم تنعكس على الفكرة التي يدعون إليها، والجهة التي يمثلـونها، حتى لا تؤدى جهودهم إلى خسارة معنوية ومادية كبيرة، ينتج عنها فقدان هذه الفكرة لفاعليتها، بعد أن يكون قد تم إنفاق الوقت والجهد والمال لإعدادها وصياغتها ووضعها موضع التطبيق العملي. وبعبارة موجزة فإن الإعلامي المسلم يجب أن يتسلح بصفات علمية وعمـلية وأخلاقيـة تسبــغ علـيه الــمهابة والـثقة والاحــترام ، وأن يكــون قـــلبه مفعــماً بالحـب ، ولا يبنــي أحكامه على التوجس والشك بدون دليل، وأن يعالج قضاياه في هدوء واتزان وروية، وألا يدعو إلى القنوط واليأس، وأن تتوافر لديه القدرة على توصيل المعلومات ، وتفسير دلالاتهـا، ومعـرفة الآثار الناجمة عنها، وكذلك الصحافة بصفة عامة وسيلة هامة من وسائل الاتصال في المجتمعات الإنسانية المـعاصرة، وهي من أكثر هذه الوسائل مصداقية.

المشـاهدات 48   تاريخ الإضافـة 20/08/2025   رقم المحتوى 65832
أضف تقييـم